تراب الوطن... المسافر

هذه قصيده رائعه تعبر عن احاسيس ومشاعر المهاجرون والمسافرون عن بلدهم وانا احد المهاجرين الذي لطالما اشتقت لبلدي الحبيبه .... اخوكم 1 مهم..






مـا عـادَ يُحتملُ النوى.. ما iiعادا والـعمرُ يـزهق غـربةً iiوبـعادا
لا تدْعُ طيرَ الصبرِ في صدري فقد مـات احـتراقاً واسـتحال iiرمادا
فـإلى مَا يا شبحَ اغترابي iiتحتسي عـمري وتـمضغ نفسيَ iiاستبدادا
أشكو.. وتخرج لي لسانك iiساخراً مـني وتـنفخُ وجـنتيك iiعِـنادا!
فـتُـقرُّ أحـزاني عَـلَيَّ iiكـأنما يـقِف الـزمانُ أمـامَهنّ iiحِـدادا
وتَـحُولُ مـا بـيني وبين iiأحبتي وتُـحيلُ قـربي "مارجاً" ii"وصَيَادا"
وتَـمُنّ بـعدُ عليَّ!. ويكَ فما الذي أعـطـيتني إلا جـوىً iiوسُـهادا
وشـدائداً صـيّرن رأسـي أبيضاً وصـبغن فـي عيني الحياةَ سوادا
ودراهـماً أدركـتُ تحتَ iiهمومِها مـا أسـعدَ الـحطابَ iiوالـحدّادا
إيـهٍ ريـاحَ الدهرِ.. فيمَ iiخطفتِني وسـرقتِ رحلي في القِفارِ iiوزادا
ورمـيتِني مـن مَـهْمَهٍ في مهمهٍ ورمـيتِ مـثليَ بـلبلاً iiغـرّادا
فـهوى خنيقاً من غبارِكِ iiوانتحى شـهـقاتِه يـسـتذكر iiالإنـشادا
ويـجرّ في الغابات جرحاً iiصارخاً بـين الكواسر: مَن يجيد iiضمادا؟!
واغـربـتاه.. أتـنـتهي iiأيـامنا أمــلاً ولـمّـا نـبلغِ الـميعادا
لا بأسَ، لا تحزن.. فلستَ iiمهاجراً مــا دام قـلـبُك لـلبلاد iiبـلادا
لـيس اغـتراباً أنْ تُغادرَ iiموطناً هـو فـيك مـوجودٌ هوىً iiوودادا
بـل أنْ تـعيشَ عليه وهْو iiمغادرٌ مـن صـدرِك الـملقي له الإبعادا
بلدي.. لَعَمْرُوكِ أو لَعَمْرُو iiحبيبتي لـيلاي أنـتِ وعـبلتا iiوسُـعادا
إنـي تركت عليك طيفي ii"مهجتي" وحـملتُ طـيفَكِ لـي دماً iiوفؤادا
لا تـحسبي أنـي سعدت iiبغربتي لا بـل أخُوض مع الزمانِ iiجِلادا
ولأجـلِ أنْ أُهـدي إلـيكِ iiشقائقاً حـمراً أشـقّ عـواسجاً وقـتادا
وشـبيبتي أُفْـني لـكي أبني iiبها مـن حيث كنتُ عليكِ أنتِ iiعمادا
والـراحلون جـميعهم مثلي، iiبقوا مُـهَجاً عـليكِ وسـافروا iiأجسادا
مـا نـحن إلا نصفك النائي iiالذي لا يـرتـضي إلا إلـيك iiمَـعادا
فـلذاتُ أكـبُدِك الأُلـى iiأرسلتِهم ونـشرتِهم فـي الـعالمين iiبِـدادا
وتـرابُك الـحيّ الـذي iiوجّـهتهِ فـي كـل أرضٍ زارعـاً iiحصّادا
أوَلـستِ يـا أمّـاه مـن عـلّمتنا أنْ لا نـموت عـلى ثراك iiرقادا؟
وزرعـتِ فـينا الكبرياءَ فلم iiيكن يُـرضي لـنا مـجدُ الجدودِ مرادا
فـنسير في الغبراءِ، نسلك iiحولها طُـرُقَ الـمفاخرِ لا نـهي iiإجهادا
ونـزاحم الـعالين فـي iiعـليائِهم ونـصيد مـن أيـديهِمُ iiالأمـجادا
فـمتى نـصبّحْ فـي مجالٍ iiأهلَه يُـمسوا وقـد صِـرنا له iiالروّادا
ومـتى نـعاشرْهم زمـاناً لا iiنكن إلا كـمـا أسـيـادِهم أسـيـادا
نُـثري ثـقافاتِ الشعوبِ iiونقتفي مــا لا نـراه لِـفكِرنا iiإفـسادا
فـنعيشُ أحـسَنَهُ ولا نـنسى iiبه صـلَـواتِنا وتـراثَـنا iiوالـضادا
بـل نحمل الدينَ الحنيفَ iiونبتغي بِـيَـدِ الـتجارةِ دَعـوةً iiوجـهادا
ونُـرتّل الـقرآنَ فـي iiأخـلاقِنا لُـغـةً تُـجسّده هُـدىً iiورشـادا
فـإذا قـلوبُ الناسِ تسأل بعضها عــن ديـننا وإذا بـه iiيـتهادى
وإذا الـمـآذنُ يـنتطقن iiتـهجّياً "الله أكـبـر" والـقُرى iiتـتنادى
بـلداه.. لو كانت عطارد مهجري مـا أبـعدتني عـن هواك iiإجادا
يـا ربّـةَ الترْبِ الذي إن iiيستغث نـسكبْ لـه دمَـنا فِـدىً iiوذيادا
وإذا نـأينا عـنه ظـل iiولاؤُنـا لـه قـدْرَ ما ازداد النوى iiمزدادا
وإذا هـجرنا الأهـلَ فـيه iiفإنما نُـدمي الـقلوبَ لـنسقيَ iiالأكبادا
وإذا رجـعنا بـعد طـيل iiتـغيّبٍ لــم نـأتِ أظـيافاً ولا iiوفّـادا
بـل حـاملين لـه عـلى iiأكتافنا وأكـفـنا الـلـبناتِ iiوالأوتـادا
لـنعمّرَ الـوطن الـجديد iiسـويةً مـتـعاضدين جـماعةً iiوفُـرادى
حـتى نُـتمّ لـه الـبناءَ iiفـيعتلي صُـرُحاً كـما السبعِ الشداد iiشدادا
سـنظل نـزرعه ونـزرعه iiولا نـألـو ولا نـسـتعجل الآمـادا
حـتى غـدٍ يـلد الحصاد iiبفجره يـمـناً يـفاخر شـعبه الأجـدادا
ويـكون فـي أفُقِ الحضارة iiمجده كـالـشمس نـجماً نـيّراً iiوقّـادا
فـتمخضي مـا شـئتِ يـا iiأيّامه لا بــد يـوماً نـشهد iiالـميلادا

سلمت أناملك أخي ألجنرال ولا عدمناك