تنبيه هام

هام

تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة في أخبار النعي والتعازي بمقولة (مثواه الأخير) .
أولا :-
من المعلوم أن العقيدة الإسلامية وحدها التي يجب أن تكون أساس تصرفاتنا وأقوالنا . لقول الله تبارك وتعالى :{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ق 18
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي اَلنَّارِ، أَبَعْدَ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ .
وعن المغيرة بن شعبة قال( كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله). رواه البخاري .
وهكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم أن العقيدة الإسلامية – هي أساس كل عمل وتصرف وقول .
ثانيا :-
إن قول القائل( مثواه الأخير) يفيد أن القبر هو آخر مرحلة وآخر منزلةٍ للإنسان وليس الأمر كذلك بل إن القبر يعتبر ممراً للمثوى الأخير وهو إما إلى الجنة وإما إلى النار .
قال عز وجل :- {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } عبس [17-23]
وقال جلت قدرته :{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور } آل عمرا ن 185

فعبارة (مثواه الأخير) تعني وتتضمن إنكار البعث ؛ وإنكار البعث كفر .

قال الله - تعالى -: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ }النمل: 67 .
وقال عز وجل :{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} الرعد: 5 .
وقال سبحانه وتعالى :{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} التغابن: 7 .


وأغلب الناس يطلقون هذه العبارة وهم لا يدرون ما معناها ولا يدركون خطرها .
والواجب هنا أن نبين خطورة هذه العبارة خاصة أن الإيمان بالله واليوم الآخر ومنه البعث من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة فلا بد من البعث ولا بد من الخروج من هذه المقابر ، قال تبارك وتعالى : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } التكاثر .
ومما يذكر أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ بهذه الآية يقول {حتى زرتم المقابر} فقال الأعرابي : والله ما الزائر بمقيم والله إن هناك شيئاً وراء هذه المقابر.
وفي الوقت الذي نلفت به النظر لمخالفة هذه العبارة للعقيدة الإسلامية نذكر المسلمين بواجب العمل لتنصيب خليفة عليهم يطبق شرع الله في الداخل ويحمله إلى العالم
ويمنع أية وسيلة إعلام من بث أفكار الكفر في بلاد الإسلام أصلا... فخليفة المسلمين جنة أي وقاية من كل شيء يلزم الوقاية منه... مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به)..( رواه البخاري).